حضرة الوزير من قررت "رعيته" وجوب الاحترام،
بعد "رخص" الانسان تحية و بعد،
أنا المواطن اللبناني الذي أرادت مشيئة القدر أن تكون أيامه معك أرخص من أي
الأشياء. رسالتي هذه في الحقيقة لم أعرف
لمن أوجهها ، فقررت أن تكون رسالة مفتوحة لأي وزير له علاقة بشكل مباشر بالفساد
الغذائي والزراعة والرقابة الغذائية والمياه ايضا.
أنا اللبناني الذي يكتب إليك خطابا على أمل أن تصل حروفه لعينيك
أو حتى مسامعك ، بعد أن قررت أن تفقد بعضا من حواسك مع سبق الإصرار. لكن يتوجب
عليك أن ترضى بالأمر الواقع الذي يوقعك تحت طائلة المسؤولية بأنك المسؤول عن فساد
غذائي وهذا أقل الحقوق التي يتوجب عليك تأمينها لي أنا المواطن "المعتر".
أنا لست مواطن يطالب بعيشة فخمة و لا يطلب منك أن تأمن له ما لذ
وطاب ، كل ما هو مطلوب منك أن تقوم بتأمين الغذاء البدائي و البسيط بشرط صحته و
فائدته.
أنا من صارت الخضار والكثير من الفاكهة بإرتفاع
أسعارها من الكماليات التي تتجلى فيها أغنية " زوروني كل سنة
مرة" .
هذا حقي و إذا أردت التخلي عن حقي هذا فماذا عن أولادي؟ هم
بحاجة للغذاء لينموا و يكبروا فهم بحاجة لغذاء صحي و لمواد غذائية طبيعية، لا تحوي
مواد كيمائية ولا حتى مواد غذائية فاسدة قد تودي بحياتهم للموت بسبب ضعف جسدهم و
مناعتهم .
أريد لأبنائي أجساد
صحية و ليس مريضة بسب فساد عقولكم التي توصل إلينا فساد الغذاء من أجل المال والإستفادة
الكبيرة من هنا وهناك.
كلما إشتريت شيئا خفت
أن يكون سمّ أدفع مقابله لي ولأبنائي، فصرت "أحتار" من أين أشتري خضاري
و فاكهتي ولحمتي وحتى مائي. لطالما تمنيت لو أن حياتنا كانت لا تزال بدائية بكل
مافيها على الأقل كانت أكثر أمان لنا جميعا.
ألا تعلم يا حضرة "المسؤول" أنك شخصيا قد تكون حالة
من حالات التسمم الكثيرة التي تحصل يوميا وأنك في كل مرة تأكل في أحد المطاعم هناك
إحتمال أكبر وأخطر بأن تأكل في أحد المطاعم التي قرر أحدهم من العاملين بين يديك أن
يعطيه شهادة صحية "مزورة" مقابل رشوة مهمة تعميه عن كل ما هو فاسد و عن
كل المخالفات. إن كنت لا تخاف على
نفسك فخاف على عائلتك فهي معرضة كأي شخص أخر.
أنا المواطن " المعتر" الذي يشتري كفايته وإن كان
يوميا وقد ينام من غير عشاء بسبب غلاء الأسعار وعدم كفايته . في حال إنك كنت تشتري
أغلى الأشياء وأحسنها والعضوي منها، فتذكر أننا في لبنان الأكثرية منا تقف على
حافة الفقر نعم حافة الفقر بكل معنى الكلمة.
أما المياه فنحن ندفع ثمنها مرتين ونشتريها وما تزال غير نظيفة
أو صالحة للشرب تراخيص زائفة أو "كيف ما كان" حصلوا أو لم يحصلوا عليها
لكن قرروا فتح المحال لبيع المياه .
أتمنى عليك يا صاحب الصحة و النقاء أرجو منك أنا المواطن فلان
الفلاني "المعتر" أن تتذكر في كل قبضة من طعامك وكل رشفة من مائك أنه
احتمال 75% أن تكون سم قاتل لك و لعائلتك قبل أن تكون لي ولهؤلاء المواطنيين الذين
تتناسى وجودهم و تعمل على الاستفادة و استغلالهم .
و الختام سموم منتشرة فيك وفينا
التوقيع:مواطن لبناني معتر